-->
حلويات فاطمة حلويات فاطمة
random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...
recent

قصة نجاح مطاعم نصرت التي انتشلت تركياً من قاع الفقر إلى الثراء والعالمية

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لم يكن يعلم المواطن التركي نصرت كوكتشي أن اضطراره لترك المدرسة في المرحلة الأساسية بسبب الفقر سيقوده إلى المثابرة والوصول إلى الثراء والشهرة والعالمية خلال سنوات قليلة جداً.
وبعد سنوات من الفقر وقلة الإمكانيات والعمل بأجرة زهيدة بعد ترك الدراسة لمساعدة عائلته عرف نصرت طريق الثراء وافتتح مطعما في تركيا سرعان ما تحول إلى سلسلة طويلة من المطاعم في بلده والدول العربية والعالم يرتادها مشاهير السياسة والفن والرياضة ويتحول إلى ماركة وشخصية عالمية يتابعها الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يتجاوز 34 عاماً
ولد نصرت كوكتشي عام 1983 في مدينة أرضروم التركية شمال شرق البلاد لأب فقير جداً يعمل في أحد مناجم التعدين وله خمسة أخوة، يقول في مقابلات نشرت له مع صحف تركية: «عشت حياة فقر مدقع. كان والدي يعمل في أحد مناجم التعدين وكنا لا نراه سوى مرة واحدة كل 4 أو 5 أسابيع».
ويوضح أن أخيه الأصغر فقط هو من تمكن اتمام تعليمه الدراسي الأساسي وتخرج من الثانوية العامة أما هو وباقي إخوته فاضطروا إلى ترك الدراسة بسبب قلة الإمكانيات ومحاولتهم العمل لمساعدة عائلتهم في توفير الاحتياجات الأساسية للحياة، لافتاً إلى أنه ترك مقاعد الدراسة في الصف السادس الأبتدائي.
بداية الحياة العملية
عقب تركه مقاعد الدراسة حصل على فرصة للعمل في سوق اللحوم وعمل متدربا وجزارا مبتدئا عند أحد الجزارين هناك، يقول: «كنت أعمل لمدة 18 ساعة يومياً ولم يكن هناك أي شيء آخر في حياتي سوى العمل، كان مرهقاً جداً وكنت أحاول دائماً تعلم أسرار المهنة».
وفي عام 2007 حصلت نقطة تحول في مسيرة نصرت نحو هدفه، حيث انتقل إلى العمل في مطعم للحوم في أحد أشهر المراكز التجارية الراقية في الجانب الأوروبي من اسطنبول، واستمر في العمل هناك حتى عام 2009 براتب 1800 ليرة تركية (قرابة 480 دولارا).
يقول: «كنت متحمسا جداً في هذا العمل وطوال هذه الفترة كنت أتعلم واكتسب معلومات جديدة عن هذا المجال وكنت أتسائل أين أفضل مكان في العالم يبيع اللحوم؟ وقررت أنه يتوجب علي الذهاب إلى إحدى الدول المشهورة لاكتساب خبرات جديدة وقررت أن اذهب إلى الأرجنتين أو اليابان أو أمريكا».
لا يجيد أي لغة أجنبية
ورغم أنه لا يعرف أي لغة أجنبية ولا يتحدث سوى اللغة التركية تمكن من التواصل مع أحد زبائن المطعم الذي كان يعمل به وهو فرنسي الجنسية الذي شجعه على القيام برحلته إلى الارجنتين واكتشاف أسرار جديدة عن المهنة ومن ثم محاولة افتتاح مشروع خاص به (مطعم).
وفي نهاية عام 2009 حصل على راتبه الأخير من المطعم واستلف قرضا من أحد البنوك ليكون مجموع ما لديه 7 آلاف ليرة تركية ما كان يعادل آنذاك (قرابة 3500 دولار أمريكي) ومن ثم توجه فوراً إلى الارجنتين لاكتشاف عالم المزارع ومطاعم اللحوم هناك.
وبالفعل قضى نصرت هناك ثلاثة أشهر كانت بمثابة جولة عمل مكثفة جال فيها على عدد كبير جداً من مطاعم اللحوم ومزارع الأبقار والخراف وتعرف على طرق طهي بعض أنواع اللحوم النادرة قبل أن يعود مجدداً إلى تركيا وفي جعبته معلومات ومهارات وأفكارا جديدة.
ما بعد الارجنتين
عقب عودته من الارجنتين عاد للعمل في المطعم نفسه الذي كان يعمل به، يقول: «عدت إلى العمل بالراتب نفسه القليل الذي كنت أعمل به سابقاً وبدأت في تطبيق ما تعلمته في الارجنتين وكنت أول من امتهن طهي اللحم بطريقة جديدة (كقطع الحلقوم التركي) وطهي الأضلاع بشكل احترافي وأنواع أخرى من اللحوم المشوية بالمكسرات وبالنتيجة شعرت أن سفري غير الكيمياء بداخلي وجعلني أفكر بطريقة مختلفة».
في عام 2010 سعى نصرت للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بتقديم طلب رسمي للسفارة الأمريكية في تركيا للحصول على فيزا للسفر لكنه لم يكن يملك في حسابه البنكي المبلغ المطلوب كضمانه للحصول على الفيزا، يقول: «لم يكن لدي نقود في حسابي البنكي ولم يكن لدي منزل لأرهنه أو أي أملاك أخرى ولم أكن متزوجا لذلك تم رفض طلبي لأربع مرات متتالية».
ويضيف: «في هذه المرحلة عقب عودتي من الارجنتين أجرت بعض الصحف والمجلات مقابلات معي حول خبرتي في طهي اللحوم ولاحقاً استعنت بهذه الكتابات في محاولة أخيرة للحصول على تأشيرة دخول أمريكا وبالفعل حصلت أخيراً على فيزا لمدة ثلاثة أشهر إلى الولايات المتحدة»، ويتابع: «عملت في واحد من أكبر وأشهر 4 مطاعم في نيويورك بشكل غير قانوني وبدون الحصول على المال وكان هدفي اكتساب مزيد من الخبرة».
بداية تحقيق الحلم
لم تقتصر أحلامه على الوصول إلى الولايات المتحدة والبقاء هناك، وكان يخطط لحلمه الأكبر وهو افتتاح مطعمه الخاص في تركيا وبالفعل عاد ووافق صديق مقرب له أن يسلفه مبلغا من المال يكفي لافتتاح المشروع، يقول: «سألني ماذا ستسمي المشروع الذي سوف أدفع فيه المال؟ كتبت على ورقة (NUSRET نصرت) وجعلت فراغا بين (نصر وات) لتصبح (NUSR ET) حيث تعني ET بالتركية اللحمة».
ويضيف: «قلت له أعطني النقود وأنا سوف أجلب لك بعد مدة قصيرة ماكنة لعد النقود لأنك لن تستطيع عد النقود التي سأعود لك بها، وبالفعل بعد أقل من 6 أشهر أعدت له جميع الأموال التي دفعناها سابقاً في التأسيس». وعن شعوره بالنجاح في تلك الفترة يقول: «كنت كل يوم أقف مقابل المطعم وانظر إلى اللوحة الإعلانية التي تحمل اسمي وأدعوا الله وأشكره وما زالت أشكره حتى اليوم».
وبشكل سريع ومبهر نجح المطعم ومباشرة بدأ يفكر بافتتاح فروع آخرى بأمواله ومن خلال شراكات عقدها مع رجال أعمال أبرزهم فريد شاهينك صاحب مجموعة «دووش» القابضة والذي يمتلك ثروة بلغت 2.5 مليار دولار ومؤسس بنك «غرانتي» التركي، افتتح فروعاً ضخمة وراقية ومكلفة جداً في اسطنبول وأنقرة وبدروم ومحافظات تركية أخرى بالاضافة إلى فروع في العالم العربي كدبي وأبو ظبي ويقوم بالتحضير لافتتاح العديد من الفروع الأخرى في العالم.
ويقول: «كنت أحصل على راتب متواضع جداً والآن يعمل تحت يدي 400 شخص سعيت للنجاح بقوة. أنا الآن في نقطة رائعة ولكن ما زلت أبحث عن الأفضل وأسعى للتوسع. يأتي زبائني من كل الدول العالم بالطائرات إلى تركيا من أجل تناول وجبة طعام في مطعمي إنه أمر رائع».
وتظهر مقاطع الفيديو والصور التي يشاركها نصرت أنه يمتلك سلسلة كبيرة من المطاعم ومزارع الابقار والخراف وشركات الذبح والتقطيع وتعليب اللحوم وتوزيعها وطائرة خاصة.
الثراء والشهرة والنجومية
تشتهر سلسلة مطاعم «نصرت» بتقديم تشكيلة واسعة من اللحوم التي يتم طهيها بطريقة خاصة وبهارات مبتكرة بالإضافة إلى أنواع اللحوم المختلفة التي يتم تربيتها في مراعي طبيعية حسب ما يقول القائمون عليها وتعتبر أسعارها ضمن الأغلى عالمياً وتستهدف الطبقة الغنية بشكل عام ويتطلب الحصول على مقعد فيه إلى حجز مسبق خـاصة في المناسبات والإجازات الأسبوعية.
وتدريجا اجتذبت هذه الطاعم مشاهير العالم من السياسة والفن والرياضة وزار مطاعمه نجوم الفن والغناء العربي ويبث صورا ومقاطع فيديو لأمراء الإمارات العربية المتحدة في فروعه بدبي وأبو ظبي، كما زاره عدد كبير من نجوم العالم كان آخرهم قبل أيام النجم الأمريكي العالمي ليوناردو دي كابيرو الحاصل على جائزة الأوسكار.
وصوره مع هذه الشخصيات حولته إلى أحد أبرز نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم حيث يتابعه على حسابه الموقف على إنستغرام 3.2 مليون شخص وملايين آخرين على تويتر وفيسبوك.
وبالإضافة إلى ذلك اشتهر نصرت الذي يقوم بتقديم الطعام إلى كبار الزبائن بنفسه بحركاته التي يكررها في فيديوهاته الذي يبثها بشكل يومي وخاصة حركة يده أثناء رش الملح على اللحوم عند تقديمها للزبائن حتى بات يعرف بـ. «Salt Bae» وكتبت عنه العديد من الصحف الاقتصادية العالمية كقصة نجاح وشهرة مميزة على مستوى العالم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حلويات فاطمة

2016