عرفت صناعة التدليك تطورا كبيرا وغير مسبوق في السنوات الخمس الأخيرة في عدد من المدن المغربية الكبرى وبخاصة في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء·إن تنامي عدد محلات التدليك سرعان ما حول >المساج< من خدمة الطبي الطبيعي، إلى خدمة راحة واسترخاء >مشبوه< قائمة الذات في عدد من صالونات الحلاقة والحمامات التركية العصرية وعدد من ا القاعات الرياضية الخاصة، بعدما كانت خدمة تقدم فقط تحت الطلب عبر إعلانات تجارية تنتشر في بعض الصحف والمحلات·لقد أصبح اليوم في مدينة الدار البيضاء، وخاصة في أوساط محددة، بالنظر لقيمة المساج المشبوه، حيث يتراوح سعر الخدمة ما بين 200 و500 درهم، أصبح اسم عدد من صالونات الحلاقة (خاصة المختلطة) والحمامات العصرية في مركز المدينة وقاعات رياضية، مرتبطا بعالم الدعارة والقوادة ومكان للاختلاء بين الرجل والمرأة·فقد تحولت بعض من صالونات الحلاقة و>الحمامات< إلى واجهة ترتب فيها نشاطات جنسية في أحيان كثيرة، حيث يدخل الزبون إلى هذه المحلات ويتعرى وتقوم سيدات بالتدليك له وما يتبع عملية التدليك من عمليات أخرى متنوعة حسب الاتفاق بين المدلكة والزبون··· ولكل ثمنه بطبيعة الحال·وقد استغل عدد من أصحاب الصالونات والحمامات التطور والانتفاح الحاصل في المجال السياحي، مع غياب مراقبة صارمة للسلطات والقوانين المتحكمة في تنظيم هذه الحرفة بالمغرب للترويج لجنس مقنع والدعارة وتحويل السكن أوالتردد العادي على هذه المكان إلى شبهة·ونتخوف من أن يتحول المغرب إلى وجهة للتدليك، مثلما أصبحت عليه عدد من العواصم في دول آسيوية، كما لا نريد أن أن تتحول هذه الصالونات والحمامات من أمكنة آمنة ومحترمة إلى فضاءات للمداهمة وتشجيع الدعارة، غير أنه بالموازاة مع انتشار هذه الظاهرة، فإن الخشية أن تتأثر بعض محلات التدليك الصحية وسمعة عدد من المدلكين والمدلكات، بالشبهه الناتجة عن ما تقدمه >الواجهات< الخلفية لعدد من الصالونات والحمامات والقاعات·و المؤمل أن لا يعيش المغرب ما عاشته الأردن، التي خرجت عن صمتها وقررت مداهمة المحلات المشبوهة، وأيضا تنظيم هذه المهنة وأوقات عمل المحلات بالإضافة إلى فتح علمائها لنقاش حول شرعية تدليك المرأة للرجل، الذي أصبح أمرا عاديا ومنتشرا لدينا ·